• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

أضواء حول سورة "ق" (خطبة)

أضواء حول سورة ق (خطبة)
سعد محسن الشمري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/5/2024 ميلادي - 16/11/1445 هجري

الزيارات: 5305

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أضواء حول سورة "ق"

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله؛ قد روى مسلم في صحيحه عن أم هشام بنت حارثة رضي الله تعالى عنها قالت: ((ما حفِظتُ "ق"، إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب بها كل جمعة))[1].

 

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار؛ لاشتمالها على ابتداء الخلق، والبعث والنشور، والمعاد والقيام والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.

 

ابتدأ الله عز وجل هذه السورة الكريمة بقوله: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]:

وقاف حرف من الحروف المقطَّعة الهجائية، فيه إشارة إلى مغزى كبير عظيم؛ وهو أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع قوة ألفاظهم وكلامهم، وجزالتها وفصاحتها، لم يأتِ بشيء جديد، بل هذا القرآن أُنزل بالحروف التي يعرفونها، ثم أقسم الله عز وجل بالقرآن المجيد؛ أي: العظيم الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجواب القسم: إن هذا القرآن حقٌّ وصدق من عند الله سبحانه، ثم أخبر الله تعالى عن المشركين ومقالاتهم التي فيها إنكار للبعث والنشور، وتكذيب للنبوَّات والرسالات: ﴿ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ﴾ [ق: 2، 3]:

رَجْعٌ بعيد؛ أي: بعيد الوقوع، فردَّ الله عز وجل عليهم بقوله:

﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ [ق: 4].

 

﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ﴾ [ق: 4]: عندما تبلى الأجسادُ، وتتفرَّق الأبدان.

 

﴿ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ [ق: 4]: أي: محفوظ من التغيير والتبديل بكل ما يجري عليهم في حياتهم، وبعد مماتهم.

 

﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾ [ق: 5]؛ أي: فهم في باطل مختلف مضطرب ملتبس.

 

ثم نبَّه الله سبحانه وتعالى عباده إلى بعض مظاهر قدرته المشاهَدة، التي بها ما هو أعظم مما تعجبوا منه:

﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ [ق: 6]:

﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ [ق: 6]: أي: ليس لها شقوق وصدوع.

 

﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [ق: 7]:

﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ﴾ [ق: 7]: أي: فرشناها، ﴿ وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾ [ق: 7]: جبال الراسيات، ﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [ق: 7]: حسن المنظر من جميع الزروع والثمار والنبات.

 

﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 8]:

خلقنا ذلك ﴿ تَبْصِرَةً ﴾ [ق: 8]: أي موعظة، ﴿ وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 8]: يخضع لأمر الله، رجَّاع إلى الله تعالى، يستفيد من هذه الآيات العظيمة.

 

﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9]:

﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ﴾ [ق: 9]: أي: نافعًا، ﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ﴾ [ق: 9]: بساتين، ﴿ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9]: الزرع المحصود الذي يُنتفَع بحَبِّه وادخاره.

 

﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ق: 10]:

﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ [ق: 10]: طوالًا شاهقاتٍ، ﴿ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ق: 10]: منضود مُرتَّب.

 

﴿ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ [ق: 11]:

﴿ رِزْقًا لِلْعِبَادِ ﴾ [ق: 11]: ينتفعون من ثمره ورطبه، ومائه وسَعَفِهِ، ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ ﴾ [ق: 11]: أي: بهذا الماء، ﴿ بَلْدَةً مَيْتًا ﴾ [ق: 11]، فصارت أرضًا تهتز بالنبات، وهذا من أعظم الأمثلة والمشاهِد للبعث بعد الموت.

 

ثم ذكَّر الله عز وجل عباده بهلاك الأمم الماضية:

﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 12 - 14]:

فالمكذِّب لرسول واحد مكذِّب لجميع الرُّسل الكِرام.

 

ثم ذكر الله عز وجل أن ابتداء الخلق لم يعجز عنه سبحانه، وأن الإعادة أسهل منه:

﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [ق: 15]:

﴿ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [ق: 15]: وهو البعث.

 

ثم أكَّد الله عز وجل خَلْقَهُ للإنسان، وأنه يعلم حاله، ويرى مكانه، ولا يخفى عليه شيء من أمره:

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16]:

﴿ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ [ق: 16]: من خيرٍ أو شرٍّ، ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ﴾ [ق: 16]: أي: بملائكتنا، ﴿ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16]: عنده مَلَكَان يكتبان عمل الإنسان، مترصدان عن يمينه، وعن شماله.

 

﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ [ق: 17]:

رقيب: حافظ لأقواله وأفعاله، عتيد: حاضر لا يغيب عنه أبدًا، وهذه الآية - عباد الله - فيها إشارة إلى حفظ اللسان، وأن المرء لا ينطق إلا بخير؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَقُلْ خيرًا أو ليصمت)).

 

ثم ذكر الله عز وجل حالة نزول الموت على الإنسان:

﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]:

﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ﴾ [ق: 19]: وسكرة الموت غَمْرَتُهُ وشدته، ﴿ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]: ما كنت منه تكره وتميل، وهنا أولى مراحل الآخرة، يرى الإنسان فيها من أسباب سعادته، أو من أسباب شقوته، وبعدها قيام الساعة:

 

﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 20، 21]:

﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ ﴾ [ق: 21]: يسوقها إلى المحشر، ﴿ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 21]: يشهد عليها بما عملت.

 

﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]:

﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [ق: 22]: في لعب ولهو، وها أنت الآن تُبْصِرُه وتراه ببصر قوي، ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22].


ثم أخبر الله عز وجل عن الْمَلَكِ الموكَّل بالإنسان يُقارنه لا يُفارقه:

﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 23]:

حاضر بلا زيادة ولا نقصان، كل ما عمله، فيحكم الله عز وجل بالعدل؛ فيقول:

﴿ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴾ [ق: 24 - 26]:

ثم ذكر الله عز وجل شيطان الإنسان المقارن له، عندما يتبرأ منه يوم القيامة:

﴿ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ [ق: 27]:

﴿ مَا أَطْغَيْتُهُ ﴾ [ق: 27]: أي: ما أضْلَلْتُه.

 

فيقول الرب سبحانه:

﴿ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ﴾ [ق: 28]:

على ألسنة الرسل، وقد أُقيمت عليكم حُجَّة الله تعالى.

 

﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]:

لا أعذب أحدًا إلا بذنبه، بعد قيام حُجَّة الله عز وجل عليه.

 

﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ [ق: 30]:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع ربُّ العزة فيها قَدَمَه، فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قطُّ قطُّ))[2].

 

عباد الله، بعد آيات الترهيب ذَكَرَ الله عز وجل آياتِ الترغيب والتشويق، الذي أدنى سبحانه الجنة للمتقين وقرَّبها إليهم:

﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 32، 33]:

لكل أواب: لكل تائب رجَّاع إلى الله، حفِظ العهد الذي بينه وبين الله تعالى.

 

﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ﴾ [ق: 33]: خاف الله عز وجل في سرِّه، ﴿ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 33]: خاضع لله سبحانه.

 

﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴾ [ق: 34]:

لا يموتون فيها أبدًا، ولا يتحولون عنها أبدًا.

 

﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35]:

﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ﴾ [ق: 35]: من أنواع الكرامة والنعيم، بلا نقص ولا تنغيص، ﴿ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35]: وهو النظر إلى وجه الله عز وجل، وهو أنعم النعيم في الجنة، اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، من غير ضرَّاءَ مُضِرَّة، ولا فتنة مُضِلَّة.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فيا عباد الله، ثم ذكر الله عز وجل ما يدعو إلى الاعتبار والاتعاظ:

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [ق: 36]:

﴿ فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ ﴾ [ق: 36]: أي: أثَّروا فيها وساروا فيها، ﴿ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [ق: 36]: هل لهم من ملجأ أو مفرٍّ، عندما يحل بهم عذاب الله.

 

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]:

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ﴾ [ق: 37]: أي: لَعِبْرَةً، ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ [ق: 37]: يعيه، ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]: بأذنيه وشهده قلبه؛ ثم قال الله تعالى:

 

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]:

﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]: من تعب أو إعياء، وهذا ردٌّ على اليهود عليهم لعائن الله، الذين يقولون: إنه سبحانه خلق السماوات والأرض في ستة أيام، واستراح في اليوم السابع، قبَّحهم الله.

 

ثم وجَّه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما فيه خير له ولأمته:

﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 39، 40]:

﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 40]: أي: بعد الصلوات.

 

ثم ختم الله عز وجل السورة الكريمة بتقرير البعث والنشور:

﴿ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 41 - 45]:

 

﴿ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾ [ق: 42]: أي: من القبور والأجداث، ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ق: 45]: أي: إنما عليك البلاغ، ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]: فالذي يتذكر هو من يخاف الله، ويخاف وعيد الله، ويرجو وعد الله، اللهم اجعلنا منهم.



[1] مسلم، (873).

[2] مسلم (2848).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أضواء حول سورة الرحمن (خطبة)
  • أضواء حول سورة الطارق (خطبة)
  • أضواء حول سورة الفيل (خطبة)
  • أضواء حول سورة الكافرون (خطبة)
  • أضواء حول سورة الواقعة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة حول التبغ والتدخين ورسائل حوله(مقالة - ملفات خاصة)
  • القول الصحيح حول حديث رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الشبهات حوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نقطة ضوء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هولندا: برنامج عن المتحولين إلى الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ترجيحات الشنقيطي في أضواء البيان من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنعام جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ترجيحات الشنقيطي في أضواء البيان من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة الكهف جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة العاشرة: أضواء على المنهج العقدي في وصايا لقمان)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • تخريج حديث: فمن كان سائلا عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أضواء على أسباب الاختلاف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب: أهداف ذو الحجة من أضواء السنة النبوية وعلى النبي أفضل الصلاة والسلام (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب